الشاب المسيحى

الشاب المسيحى
تذكر: الرب بيحبك وعايز يعمل بيك حاجة حلوة فقط اعطيه قلبك الان وهو سيعمل بجمال

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------


مرحبا بك ايها الزائر .....

كثير من الاسئله تدور فى رأسك نتمنى ان نجيب عليها

رسالة
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اهلا بكم يا زوار المنتدى


نأسف لعد اكتمال المواضيع والفئات بالمنتدى
لكنة يتم العمل فى المنتدى
وسوف يتم عرض مواضيع شيقة جدا فى امور متعلثة بالشباب



زرونا دائما ولاتنسونا سوف يتم عرض كثير من
المواضيع الشيقة

شكرا
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يمكنك التسجيل او الدخول ان كان لديك حساب
ان كنت تريد التشارك معنا .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشاب المسيحى

الشاب المسيحى
تذكر: الرب بيحبك وعايز يعمل بيك حاجة حلوة فقط اعطيه قلبك الان وهو سيعمل بجمال

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------


مرحبا بك ايها الزائر .....

كثير من الاسئله تدور فى رأسك نتمنى ان نجيب عليها

رسالة
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اهلا بكم يا زوار المنتدى


نأسف لعد اكتمال المواضيع والفئات بالمنتدى
لكنة يتم العمل فى المنتدى
وسوف يتم عرض مواضيع شيقة جدا فى امور متعلثة بالشباب



زرونا دائما ولاتنسونا سوف يتم عرض كثير من
المواضيع الشيقة

شكرا
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يمكنك التسجيل او الدخول ان كان لديك حساب
ان كنت تريد التشارك معنا .

الشاب المسيحى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشاب المسيحى

تذكر : الرب بيحبك وعايز يعمل بيك حاجة حلوة فقط اعطيه قلبك الان وهو سيعمل بجمال

قاوموا ابليس فيهرب منكم
احبوا اعداءكم

تصويت

دخول

لقد نسيت كلمة السر

Our Services

انجيل متى اصحاح 25 Follow12انجيل متى اصحاح 25 Facebo12انجيل متى اصحاح 25 Twitte10انجيل متى اصحاح 25 Pray11انجيل متى اصحاح 25 Youtub12انجيل متى اصحاح 25 Sms13انجيل متى اصحاح 25 Counse11

المواضيع الأخيرة

» When U face problems ...
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأربعاء أغسطس 22, 2012 1:37 am من طرف المدير العام

» الله ايضا للأمم ..!
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالثلاثاء أغسطس 21, 2012 10:37 pm من طرف المدير العام

»  هل يسوع المسيح هو الله؟ هل أدعي يسوع المسيح بأنه الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة فبراير 10, 2012 10:10 am من طرف المدير العام

» من هو يسوع المسيح؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة فبراير 10, 2012 10:06 am من طرف المدير العام

» .. Follow US On
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأربعاء فبراير 08, 2012 9:00 am من طرف المدير العام

» هل يمكن اثبات وحدانية الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:32 pm من طرف المدير العام

» لماذا يسمح الله بالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والعواصف، والسونامي؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:30 pm من طرف المدير العام

» ما هو المعني بأن الله اله غيور (خروج 20:5 وتثنية 24:4)؟ اليست الغيرة شيء خاطيء (غلاطية 20:5)؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:29 pm من طرف المدير العام

» هل يستمع الله / ويستجيب لصلاة الخاطيء / الغير المؤمن؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:28 pm من طرف المدير العام

» هل يميز الله/الكتاب المقدس جنس عن الآخر؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:26 pm من طرف المدير العام

» هل مازال يصنع الله المعجزات؟ لماذا لا يصنع الله المعجزات كما كان يفعل في الكتاب المقدس؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:25 pm من طرف المدير العام

» هل الله ذكر أم أنثي؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:24 pm من طرف المدير العام

» هل يحب الله كل البشر أم فقط المسيحيون؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:23 pm من طرف المدير العام

» ماهو المقصود بمخافة الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:22 pm من طرف المدير العام

» من قام بخلق الله؟ من أين أتي الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:21 pm من طرف المدير العام

» هل مازال يتحدث الله الينا اليوم؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:18 pm من طرف المدير العام

» ما معني أن الله محبة؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:17 pm من طرف المدير العام

» لماذا تختلف صورة الله في العهدين القديم والجديد؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:16 pm من طرف المدير العام

» هل خلق الله الشر؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:15 pm من طرف المدير العام

»  لماذا يسمح الله أن تحدث أشياء سيئة لأناس طيبون؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:13 pm من طرف المدير العام

» ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:11 pm من طرف المدير العام

» هل يعبد المسيحيون والمسلمون اله واحد؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:10 pm من طرف المدير العام

» صفات الله؟ من هو الله?
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين أبريل 25, 2011 4:08 pm من طرف المدير العام

» مشكلة جديدة من مشاكل الشباب هة الاحطاء المتكررة
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالخميس أبريل 14, 2011 7:36 pm من طرف المدير العام

» المحبة ....
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالخميس مارس 10, 2011 2:23 pm من طرف المدير العام

» الطبيعة الجديدة
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة مارس 04, 2011 10:48 pm من طرف المدير العام

» الطريق الى البيت
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة مارس 04, 2011 10:47 pm من طرف المدير العام

» الايمان ....
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة مارس 04, 2011 10:46 pm من طرف المدير العام

» رحلة مدى الحياة
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالجمعة مارس 04, 2011 10:33 pm من طرف المدير العام

»  ترنيمة بنندة عليك
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأحد فبراير 27, 2011 8:23 pm من طرف المدير العام

» هل الله حقيقى؟ كيف أتأكد من أن الله حقيقى؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين فبراير 21, 2011 1:45 pm من طرف المدير العام

» هل الله موجود؟ هل هناك دلائل علي وجود الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالإثنين فبراير 21, 2011 1:43 pm من طرف المدير العام

» كيف أتغلب على الخطيئة فى حياتى المسيحية؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:39 pm من طرف المدير العام

»  كيف أعرف أرادة الله فى حياتى؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن معرفة أرادة الله؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:38 pm من طرف المدير العام

» من هو الروح القدس ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:35 pm من طرف المدير العام

» هل يتم الحصول علي الخلاص بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:33 pm من طرف المدير العام

» هل يجب علي المسيحي أن يخضع لقانون العهد القديم (الشريعة)؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:32 pm من طرف المدير العام

» ما هو معنى الحياة ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:30 pm من طرف المدير العام

» هل الكتاب المقدس حقا كلمة الله ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:29 pm من طرف المدير العام

» ما هى المسيحية وبماذا يؤمنون؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:27 pm من طرف المدير العام

» صفات الله من هو الله ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:23 pm من طرف المدير العام

» صفات الله من هو الله ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:23 pm من طرف المدير العام

» هل يسوع المسيح هو الله ؟ هل ادعى ذالك ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:19 pm من طرف المدير العام

» هل يسوع المسيح هو الله ؟ هل ادعى ذالك ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:19 pm من طرف المدير العام

» من هو يسوع المسيح ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:17 pm من طرف المدير العام

» هل الله حقيقى ؟كيف اتأكد من ذالك
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:16 pm من طرف المدير العام

» ها الله موجود ؟ هل هناك دلائل على وجودة ؟
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالسبت فبراير 19, 2011 12:14 pm من طرف المدير العام

» شريط تملي فاكر للمرنم هرماس سمير
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 10:22 am من طرف john samir

» ترنيمة كتر خيرك لمرنم منير حبيب
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 10:18 am من طرف john samir

» عرف تفسك للاعضاء
انجيل متى اصحاح 25 Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 2:20 am من طرف المدير العام

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

المدير العام - 110
انجيل متى اصحاح 25 I_vote_rcapانجيل متى اصحاح 25 I_voting_barانجيل متى اصحاح 25 I_vote_lcap 
john samir - 3
انجيل متى اصحاح 25 I_vote_rcapانجيل متى اصحاح 25 I_voting_barانجيل متى اصحاح 25 I_vote_lcap 
goodjojo - 2
انجيل متى اصحاح 25 I_vote_rcapانجيل متى اصحاح 25 I_voting_barانجيل متى اصحاح 25 I_vote_lcap 
steven - 1
انجيل متى اصحاح 25 I_vote_rcapانجيل متى اصحاح 25 I_voting_barانجيل متى اصحاح 25 I_vote_lcap 

الكتاب المقدس المسموع والمقروء

انجيل متى اصحاح 25 Images10

المنتدى بلغتك

مشكلة جديدة من مشاكل الشباب هة الاحطاء المتكررة

الخميس أبريل 14, 2011 7:36 pm من طرف المدير العام

الفيدو فى باج الشاب المسيحى على الفيس بوك


معلش يا شباب انا معرفتش اجيبة جاهز
لاكن ممكن تتفرجو علية كد
ا


النتيجة المرة

الإثنين فبراير 07, 2011 7:55 pm من طرف المدير العام

والنتيجة المرة


انى بقوم من النوم الاقى ضاعت منى ساعات كتير وان كم المذاكرة هو هو بس الوقت بقى قليل قوى فبتعب أكتر والألم بيذيد وآلاقى نفسى عايز أنام تانى وهكذا..


وأنا بمارس الشهوة أو بلجأ لمتعة الجنس بنسى ألمى وقتياً أو بالمعنى الى قلته بغرقه وكأنه مش موجود، بس مجرد ما …

[ قراءة كاملة ]
المشكلة الحقيقية

الإثنين فبراير 07, 2011 7:45 pm من طرف المدير العام

المشكلة الحقيقية:

هاقول باختصار شديد.. ان المشكلة هنا هى وجود ألم داخل الانسان نتيجة ما يتعرض له سواء من مذاكرة ومواد صعبه وضغوط من البيت والاصحاب والناس وخوف من الفشل، أو بسبب المشكلات المتنوعة الى بنتعرض ليها كلنا، سواء فى اطار البيت ومشكلات التواصل والتفاهم داخل الأسرة …

[ قراءة كاملة ]
مقدمة هامة للموضوع

الإثنين فبراير 07, 2011 7:41 pm من طرف المدير العام

مشكلة كبيرة بتواجة ناس كتير من الشباب ولاد وبنات، وهى الشكوى من مشكلات غريبة مش فى وقتها ومش لاقيلها حل..



يعنى مثلاً أيام الإمتحانات يحلى لى النوم الكتير، أو ابقى تخين قد كده بسبب كل ساعة عايز اكل، وكتير بيعانى من ضغط الشهوة والعادى السرية فى التوقيت ده،

ويقول أنا مش عايز …

[ قراءة كاملة ]
كيف يمكنني أن أصبح أبناً لله؟

الخميس يناير 27, 2011 6:03 pm من طرف المدير العام

"أما الذين قبلوه، أي الذين آمنوا باسمه، فقد منحهم الحق في أن يصيروا أولاد الله" (يوحنا 12:1).

"لابد وأن تولد ثانية"

لم يعد المسيح نيقوديموس القائد الديني بالسماء في الحال، بل قال له، "الحق الحق أقول لك: لا أحد يمكنه أن يري ملكوت الله الا اذا ولد من جديد" (يوحنا 3:3).

وعندما يولد …

[ قراءة كاملة ]

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    انجيل متى اصحاح 25

    المدير العام
    المدير العام
    Admin
    Admin


    عارضة احترام القوانين : 100%
    عدد المساهمات : 110
    تاريخ التسجيل : 20/01/2011
    العمر : 29
    الموقع : https://elshabelmsehy.7olm.org

    انجيل متى اصحاح 25 Empty انجيل متى اصحاح 25

    مُساهمة من طرف المدير العام الجمعة فبراير 11, 2011 8:54 am

    انتظار الملكوت

    يقدّم لنا السيِّد المسيح، وهو في أورشليم كحملٍ محفوظٍ لتقديمه ذبيحة فصح عنّا، مفاهيم حيّة للملكوت الذي ننتظره، ليس كشيء خارج عنّا إنّما نتقبّله امتدادًا للعربون الذي فينا.

    1. العذارى الحكيمات 1-13.

    2. مثال الوزنات 14-30.

    3. مجيء ابن الإنسان 31-46.

    1. العذارى الحكيمات

    في منتصف كل ليل يقرأ المؤمن هذا الفصل من الإنجيل في الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل، ليتعرّف على سرّ وقوفه للصلاة ألا وهو انتظار العريس، مهتمّا أن يكون كإحدى العذارى الحكيمات اللواتي يدخلن العرس الأبدي. إنه يقول: "ها هوذا الختن (العريس) يأتي في نصف الليل، طوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا. أمّا الذي يجده متغافلاً، فإنه غير مستحق المُضيّ معه. فانظري يا نفسي لئلاّ تثقلي نومًا فتُلقي خارج الملكوت، بل اسهري واصرخي قائلة: قدّوس، قدّوس، قدّوس، أنت يا الله من أجل والدة الإله ارحمنا".

    ليقف المؤمن في الحضرة الإلهيّة مشتاقًا أن يقدّم حواسه الخمس مقدّسة له، بكونها العذارى الحكيمات اللواتي أخذن زيتًا في آنيتهن مع مصابيح ينتظرن العريس. حقًا إن العذارى الحكيمات يقفن جنبًا إلى جنب مع الجاهلات، كلهُنّ عذارى ومعهُن مصابيحهِّن، كلهُن نعسْنَ ونِمن [5]، لكن الحكيمات يحملن زيتًا تفتقر إليه الجاهلات.

    يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم في هذا الزيت إشارة إلى الأعمال الصالحة والمقدّسة التي تميّز الإيمان الحيّ من الميّت. فالمؤمن يقدّم بالروح القدس حواسه مقدّسة للعريس بالإيمان العامل بالمحبّة (غل 5: 6). يتقدّم للعريس حاملاً سماته عمليًا في كل أحاسيسه ومشاعره وتصرُّفاته. فإن أخذنا اللسان كمثال يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [عندما يكون لسانك كلِسان المسيح، ويصير فمك فم الآب وتكون هيكلاً للروح القدس، عندئذ أيّة كرامة تكون هذه؟! فإنه وإن كان فمك مصنوعًا من الذهب ومن الحجارة الكريمة فإنه لن يضيء هكذا كما بحُليّ الوداعة. أيّ شيء أكثر حبًا من الفم الذي لا يعرف أن يشتم، بل هو معتاد أن يبارِك وينطق بالكلمات الصالحة.]

    أما الجاهلات فحملْنَ مصابيحهِّن لكنّهُن لم يستطعن أن يقتنين الزيت المقدّس أي الأعمال الصالحة بالرب، إنّما حملْنَ إيمانا ميّتًا وعبادات شكليّة، وإن ينتهي النهار حيث يمكن للإنسان أن يعمل يأتي الليل حيث لا مجال للعمل، ولا يمكن لأحد أن يستعير زيتًا من آخر فلا يقدرن أن يلتقين بالعريس، إذ يقول السيِّد: "وفيما هنَّ ذاهبات ليبتعْنَ جاء العريس والمستعدَّات دخلْن معه إلى العرس، وأُغلق الباب" [10]. إنهُن لا يلتقين بالعريس كالحكيمات، بل يبقين في الخارج حيث الباب المُغلق. حقًا سيظهر ابن الإنسان على السحاب ويتحدّث مع الأشرار ليدينهم لكنهم لا ينعمون بمجده ولا يُدركون أسراره، إنّما يرونه كابن الإنسان المُرهِب، ينظرون عينيه تتّقِدان نارًا. بمعنى آخر يمكننا القول بأن المجد الذي ينعم به القدّيسون يصير بالنسبة للأشرار موضوع خوف ورِعدة، فلا يرون في السيِّد أمجادًا بل رعبًا!

    أما الحكيمات فإذ قلوبهِّن، أي عيونِهِّن الداخليّة، نقيّة يعاينَّ الله ويتمتّعنَ ببهائه كقول السيِّد: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: Cool.

    ما يحدث مع العذارى ليس بالأمر الجديد، إنّما هو اِمتداد لما مارسوه على الأرض، فإن الحكيمات يتمتّعن بالحياة الداخليّة الجديدة كحياة شركة واتّحاد مع العريس مارسوه على الأرض. أمّا الجاهلات فلا خبرة لهُن بالعريس، وإنما يعشن حتى على الأرض خارج الأبواب، حتى وإن كان لهُن مظهر الحياة التعبّديّة بل والكرازيَّة. الذي اختار هنا أن يدخل مع المسيح ليحيا للملكوت فمن حقّه أن يعاينه في الأبديّة وجهًا لوجهٍ، والذي قبِل لنفسه أن يبقى هنا خارجًا فلن يقدر أن يُعاين السيِّد كعريس ولا يدخل معه عرسه الأبدي، بكونه بعيدًا عن الملكوت!

    ليس عجيبًا أن يقول السيِّد "إني ما أعرفكن"، لأنهُنَّ لم يدخلْنَ معه في شركة حقيقيّة ولا عاين مجده في داخلهِنَّ!

    يُعلّق القدّيس أغسطينوس على مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات، قائلاً:

    [من هنَّ العشر عذارى اللاتي منهُنَّ خمس حكيمات وخمس جاهلات؟... هذا المثل أو هذا التشبيه لست أظن أنه ينطبق على أولئك النساء اللواتي يُدَّعينَ "عذارى" في الكنيسة من أجل قداستهِنَّ العظيمة، وإنما اعتقد أنه ينطبق على الكنيسة كلها... إنه لا ينطبق على الكهنة وحدهم الذين تحدّثنا عنهم بالأمس ولا على الشعب وحده وإنما على الكنيسة بأجمعها.

    لماذا كان عدد كل منهُنَّ خمس؟... كل روح في جسد تعُرف برقم خمسة، إذ تستخدم الحواس الخمس، فالجسد لا يدرك شيئًا إلا عن طريق المدخل ذي الخمسة أبواب: النظر والسمع والشم واللمس والتذوّق. فمن يضبط نفسه في النظر والسمع والتذوّق واللمس والشم بعيدًا عمَّا هو غير طاهر يحمل لقب "عذراء".

    إن كان من الصالح أن يحفظ الإنسان حواسه عن المثيرات الدنسة، وبذا يصير لكل نفس مسيحيّة لقب "عذراء"، فماذا إذن خمس منهُنَّ مقبولات وخمس مرفوضات؟

    إنه لا يكفي أن يكُنّ عذارى وأن يحملن مصابيح، فهنّ عذارى لحفظهن من ملذّات الحواس الدنسة، ولهن مصابيح لأجل أعمالهن الصالحة التي يقول عنها الرب "فليُضيء نوركم قدَّام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجِّدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). مرّة أخرى يقول لتلاميذه: "لتكن أحقَّاؤكم ممنْطَقة وسُرُجِكم موقَدة" (لو 12: 35)، فبالأحقَّاء يعني البتولية والسُرُج الموقَدة يعني الأعمال الصالحة.

    إن لقب "البتولية" عادة لا ينطبق على المتزوّجين، لكنّه هنا يعني بتولية الإيمان التي تمثِّل الطهارة المكلَّلة. لذلك لتعلموا يا اخوتي المقدَّسين أن كل إنسان وكل نفس لها الإيمان عديم الفساد الذي به تُمسِك عن الأشياء غير الطاهرة وبه تَصنع الأعمال الصالحة لا تُحسب خِلسَة أن تدعى عذراء، فكل الكنيسة التي يدخل في عضويَّتها عذارى وصبيان ومتزوِّجين ومتزوِّجات يطلق عليها لقب "عذراء"، كيف هذا؟ لتسمع قول الرسول عن الكنيسة عامة وليس عن النساء المتبتّلات وحدهُنَّ: "خطبتُكم لرجل واحد لأقدِّم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). ولأنه يجب الاحتراس من الشيطان مفسد الطهارة أردف الرسول قائلاً: "ولكنّني أخاف أنه كما خدعت الحيّة حواء بمكرها تُفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 3). قليلون اقتنوا بتولية الجسد لكن يليق بالكل أن يقتنوا بتولية الروح. فإن كان التحفظ من الفساد أمرًا صالحًا لذلك تقبل النفس لقب البتولية، وإن كانت الأعمال الصالحة تستحق المديح وقد شُبِّهت بالمصابيح، فلماذا خمس منهُنَّ مقبولات وخمس مرفوضات؟... وكيف نميِّز بين الاثنين؟

    يميّز بينهُنَّ بالزيت؛ هذا الزيت هو شيء عظيم وعظيم جدًا، ألا وهو المحبّة... يقول الرسول: "وأيضًا أُريكم طريقًا أفضل: إن كنت أتكلّم بألسِنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبّة فقد صرتُ نحاسًا يَطِن أو صنجًا يَرِن" (1 كو 12: 31؛ 13: 1). هذه هي المحبّة، الطريق الأفضل، والتي شُبِّهت بالزيت، إذ يطفو على جميع السوائل. إن صبَبْت عليه ماءً يطفو الزيت....لأن "المحبّة لا تسقط أبدًا" (1 كو 13: Cool.]

    لقد حملت العذارى الحكيمات زيتًا هو المحبّة، لذلك حتى إن نِمنَ مع الجاهلات أي رقدْنَ في القبر (1تس4: 13) وإن أبطأ العريس في قدومه حيث تمر آلاف السنين من آدم إلى مجيئه، لكنّه في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير (1كو15: 52) إذ تسمع الحكيمات صوته يجدن الزيت معهُنَّ فيشعلن مصابيحهن، أمّا الجاهلات فيطلبن زيتًا ولا يجِدُن!

    يرى القدّيس أغسطينوس: [أن هؤلاء الجاهلات يمثِّلْن النُسّاك الذين بسبب نسكهم صاروا عذارى، لكنهم كانوا يُرضون الناس لا الله؛ يحملون المصابيح ليمدحهم البشر، وليس لهم في داخلهم الزيت الذي يراه الله في القلب.]

    بنفس الروح يحذّرنا القدّيس جيروم بقوله: [ربّما تُفقَد البتولية بمجرد فِكر. فالبتوليّون الأشرار هم البتوليّون بالجسد دون الروح، هؤلاء أغبياء ليس لهم زيت، لذا يطردهم العريس.]

    2. مثَل الوزنات

    أ. في هذا المثل يقدّم السيِّد لعبيده أموالاً، يعطي لواحد خمس وزنات، ولآخر وزنتين، ولثالث وزنة، كل واحدٍ قدر طاقته [14-15]. إنه لا يبخل على أحدٍ بعطاياه، ولا يُحابي أحدًا على حساب آخر، لكنّه يعرف كيف يوزِّع لكل قدر طاقته. فما قدّمه الله لنا من مواهب لم يقدّمها اعتباطًا، وإنما يعرف ما يناسب كل عضو لخلاصه. هذا يدفعنا ألا نتكبَّر على أصحاب المواهب الأقل ولا نحسِد أصحاب المواهب الأكثر، إنّما نشكر واهب المواهب... يكفي أنها من يديه. يقول الرسول: "أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خِدَم موجودة ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد" (1 كو 12: 4-6).

    في حديث للقدّيس أغسطينوس مع شعبه يؤكّد لهم أن للكل وزنات قُدّمت لهم من قِبَل الله، إذ يقول لهم: [لا تظنّوا أن هذا العمل الخاص باستخدام الوزنات لا يخصّكم أنتم أيضًا. حقًا لا تستطيعون العمل من هذا الكرسي (الأسقفي) لكنكم تستطيعون ممارسته قدر ما تتاح لكم الفرصة. أينما هُوجم المسيح دافعوا عنه، أجيبوا على المتذمِّرين، انتهروا المجدِّفين وابتعدوا عن مصادقتهم... قوموا بأعباء وظيفتكم في منازلكم. فالأسقف يُدعى هكذا لأنه يَسُوس الآخرين، ويهتمّ بهم وينصت إليهم. إذن فكل إنسان مادام هو رأس منزله فليعمل عمل الأسقف مهتمّا بإيمان بيته حتى لا يسقط أحدهم في هرطقة: لا زوجة ولا ابن ولا ابنة ولا عبد له، لأنهم قد اُشتروا بثمن هذا مقداره... لا تُهمل أصغر هؤلاء الذين ينتمون إليك بل اِهتم بخلاص كل أهل بيتك بكل سهر؛ فإن فعلتم هذا تكونون قد استخدمتم الوزنة ولا تُحسَبون عبيدًا كسالى ولا تخافون العقاب المرعب.]

    ب. لا ينتظر الله الربح في ذاته، ولا يهتم بكميَّته، إنّما يهتم بأمانة عبيده أو إهمالهم. فما اقتناه العبدان أصحاب الخمس وزنات والوزنتين هو "الأمانة في الوكالة"، فتأهّلا أن يُقاما على الكثير، أمّا أصحاب الوزنة الواحدة فمشكلته إهماله، إذ أخفي الوزنة وعاش عاطلاً.

    ج. الربح يجلب ربحًا، والخسارة تجلب خسارة، والخطيّة تلد خطيّة، فصاحب الخمس وزنات إذ ربح خمس وزنات أقيم على الكثير بدخوله إلى فرح سيّده، أمّا صاحب الوزنة فإنه إذ أهمل وعاش عاطلاً ليس فقط لم يربح وزنة أخرى، وإنما خسر الوزنة التي لديه، وسقط في خطيّة أخرى وهي اتّهام سيّده بالقسوة والظلم، إذ يقول له: "يا سيّد، عرفت أنك إنسان قاسِ تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر، فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الأرض" [24-25]. حياة الكسل والبّطالة دفعته لاتّهام سيّده بالقسوة، وهذا بالتالي دفعه للخوف... كل خطيّة تسلّمه إلى خطيّة وكما يقول الأب يوحنا من كرونستادت: [كل خطيّة تبدو بسيطة وغير هامة تقود إلى خطايا أخطر، لذا يجب مقاومتها في بدايتها وسحقها.]

    ولعلّ أهم الخطايا التي تبدو هيّنة لكنها محطِّمة هي التهاون أو الكسل، وكما يقول القدّيس كيرلّس الكبير: [إذ يعرف بولس أن الكسل هو باب الهلاك يقول: "ويل لي إن كنت لا أبشر" (1 كو 9: 16).]

    د. حينما بدأ السيِّد بإدانة عبيده أو محاسبتهم بدأ بأصحاب الخمس وزنات فالوزنتين ثم الوزنة. كلما كثرت المواهب كلما كانت دينونتنا تسبق الآخرين ونُطالَب بأكثر.

    هـ. المكافأة هي "اُدخل إلى فرح سيّدك" [21]، هي دخول إلى العرس الأبدي ليبقى في الداخل، أمّا الجزاء فهو "اِطرحوه إلى الظلمة الخارجيّة" [30]، أي عدم التمتّع برؤية الله النور الحقيقي، وإنما البقاء خارجًا في الظلمة. الذين يدخلون يوجَدون في الداخل حيث لا يمكن إخراجهم خارجًا، وعلى العكس الذين هم في الخارج لا يقدرون على التمتّع بالداخل.

    يتحدّث القدّيس أغسطينوس على هذا الفرح الداخلي أثناء تعليقه على عبارة السيِّد: "كل ما يعطيني الأب فإليّ يقبل، ومن يقبل إليّ لا أخرجه خارجًا" (يو 6: 37). [أيّ نوع من الداخل هذا الذي لا يخرجون منه خارجًا؟ إنه حياة داخليّة ممتازة، مأوى حلو! يا له من مسكن خفي بلا قلاقل بغير مرارة الأفكار الشرّيرة، وبدون إغراءات الشهوات وفساد الأحزان! أليس هذا هو الموضع السرّي الذي يدخله العبد المستحق، الذي يقول له الرب: "اُدخل إلى فرح سيّدك".]

    يتحدّث الأب يوحنا من كرونستادت عن هذا الفرح الأبدي السماوي كاِمتداد طبيعي لحياتنا الروحيّة السماويّة التي نعيشها هنا على الأرض، إذ يقول: [خدمتنا الأرضيّة المتنوّعة لمَلِكنا ووطننا هي صورة لخدمتنا الرئيسيَّة لمَلِكنا السماوي، هذه التي يجب أن تستمر أبديًا، هذا الذي يلزمنا أن نخدمه بحقٍ قبل الكل... الخدمة الأرضيّة هي محك وخدمة بدائية للخدمة السماويّة.]

    المفهوم الرمزي للمثَل

    يرمز صاحب الوزنات الخمس للمؤمن الذي يقدّم حواسه الخمس مقدّسة لعريسه السماوي، معلنًا عمل روح الله القدّوس في جسده كما في نفسه ليكون بكلّيته للرب السماوي. بمعنى آخر، يُشير إلى الإنسان الذي يضرم فيه مواهبه لله خلال أبواب حواسه الخمسة.

    أما صاحب الوزنتين فيرمز إلى المؤمن الذي امتلأ قلبه بمحبّة أخيه في الرب، إذ يصير الاثنان واحدًا في الرب. ولهذا السبب نجد السامري الصالح يقدّم دِرهمين لصاحب الفندق علامة محبّته للجريح، والأرملة التي امتدحها السيِّد قدّمت فِلسين علامة حبّها لله ولاخوتها المحتاجين. وفي قبر السيِّد المسيح وُجد ملاكان، واحد عند الرأس والآخر عند القدمين إشارة إلى الحب الذي ربط السمائيّين مع الأرضيين فصار الكل جسدًا واحدًا في الرب المصلوب. وقد أعلن السيِّد ذاته لتلميذيّ عِمواس، مظهرًا أنه يكشف عن أسراره للقلوب المحبّة.

    إذن فصاحب الوزنات الخمس وصاحب الوزنتين نالا المكافأة الأبديّة بسبب حبِّهما لله والناس، أمّا صاحب الوزنة الواحدة التي دفنها في التراب فيُشير إلى الإنسان الأناني الذي يعمل لحساب ذاته وحده، فلا يرتبط بحب مع الله والناس، وإنما يتَقوْقع حول ذاته في أنانيّة قادرة أن تدفنه في التراب، وتجعل منه إنسانًا أرضيًا لا يقدر أن يرتفع نحو السماء حيث الحب! مثل هذا الإنسان الذي يحيا في التراب ليُشبع ذاته، يفسد نفسه ويخنقها إذ يدفنها في شهوات الجسد الترابي، فلا ينتفع روحيًا وحتى جسده يهلك، فيفقد السماء والأرض معًا.

    3. مجيء ابن الإنسان

    بعد أن تحدّث عن انتظار العذارى لعريسهِنَّ وترقَّب العبيد الحكماء لمجيء سيّدهم ليدخل بهم إلى الفرح، كشف بأكثر وضوح هذا المجيء الأخروي.

    أولاً: "متى جاء ابن الإنسان في مجده" [31]، ويؤكّد السيِّد "لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أَعطى كل الدينونة للابن" (يو 5: 22). ويُعلّق القدّيس أغسطينوس على ذلك معلنًا أن الابن المتجسّد هو الذي يدين، حتى لا يرى الأشرار أمجاد اللاهوت، إنّما تقف نظرتهم عند حدود الجسد الذي يظهر مُرهبًا لهم. يظهر بشكل عبد للعبيد، ويحفظ شكل الله للأبناء.

    ثانيًا: يهب الملكوت للذين قدّموا حبًا للصغار كما للسيِّد المسيح نفسه. وكما يقول القدّيس جيروم: [كل مرّة تبسط يدك بالعطاء أذكر المسيح.] ويقول: [الهيكل الحقيقي للمسيح هو نفس المؤمن فلنزيِّنه ونقدّم له ثيابًا،لنقدِّم له هبات، ولنرحِّب بالمسيح الذي فيه! ما نفع الحوائط المرصَّعة بالجواهر إن كان المسيح في الفقير في خطر الهلاك بسبب الجوع؟]

    يقول القدّيس كبريانوس: [ماذا يمكن أن يُعلَن المسيح أكثر من هذا؟ كيف يمكنه أن يحُثُّنا على أعمال البرّ والرحمة أكثر من قوله أن ما نعطيه للفقراء والمحتاجين إنّما نقدّمه له هو نفسه، وقوله أنه يحزن من أجل المحتاجين والفقراء إن لم يأخذوا منّا. فمن كان في الكنيسة ولا يعطي أخاه ربّما يتأثّر مفكرًا في المسيح. من لا يفكّر في رفيقه العبد المتألّم الفقير ربّما يفكّر في إلهه الساكن في هذا الرجل الذي يحتقره.] كما يقول القدّيس أمبروسيوس: [أيّة كنوز ليسوع أفضل من هؤلاء المساكين الذين يجب أن يُرى يسوع فيهم؟] كما يقول: [اخدموا الفقراء تخدمون المسيح.]

    لا يقف العطاء عند الجانب المادي، إنّما يلزمنا أن نسكب الحب كطيب ندهن به قدميّ المخلّص نفسه خلال هؤلاء الأصاغر، أي النفوس المحطَّمة والمحتاجة. وكما يقول القدّيس أمبروسيوس: [مات المسيح مرّة ودُفن مرّة واحدة، ومع هذا يودّ أن يُسكب الطيب على قدميه كل يوم. من هم الذي يُحسَبون قدمين للمسيح فنسكب عليهم الطيب إلا الذين قال عنهم: "بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" [40]. هاتان هما القدمان اللتان أنعشَتْهما المرأة المذكورة في الإنجيل وغسلَتْهما بدموعها.]

    ثالثًا: يقدّم السيِّد ملكوته السماوي لمن هم أنفسهم قد صاروا ملكوته أثناء غربتهم، إذ سبقوا فحملوه فيهم كملكوت يُشرق عليهم بمجده. يقول القدّيس أغسطينوس معلِّقًا على قول السيِّد: "تعالوا يا مباركي أبي رثو الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت 25: 34). [بمعنى أنتم الذين كنتم الملكوت لكن بغير سلطان لتحكموا، تعالوا لكي تملكوا! أنتم الذين كنتم قبلاً في الرجاء وحده، أمّا الآن فتنالون السلطان كحقيقة واقعة! إذن فإن بيت الله هذا، هيكله، ملكوت السماوات، لا يزال في دور البناء والتنفيذ والإعداد للاجتماع. فيه سيكون مواضع يعدّها الرب الآن، كما فيه أُعدّت بالفعل مواضع كما أوصانا الرب.]

    رابعًا: يقدّم السيِّد المسيح الملكوت لمؤمنيه بكونه: "المُعد لهم منذ تأسيس العالم" [34]، وعندما يُطرد الأشرار يقول عن النار الأبديّة "المُعدَّة لإبليس وملائكته" [41]، فهو لم يُعِد الإنسان للنار الخارجيّة وإنما للملكوت الأبدي. وقد اختار الأشرار لأنفسهم بأنفسهم أن يُلقوا فيما أُعدّ لغيرهم أي "إبليس وجنوده".

    أخيرًا فإن الملكوت الذي ننظره هو التمتّع بالسيِّد المسيح نفسه الذي هو سرّ فرحنا الأبدي، يملك فينا، ونقطن فيه إلى الأبد. وكما يقول القدّيس كبريانوس: [المسيح نفسه أيها الإخوة الأحيًاء هو ملكوت الله الذي نشتاق إليه من يوم إلى يوم لكي يأتي. مجيئه هو شهوةٌ لنا نودّ أن يُعلن لنا سريعًا. مادام هو نفسه قيامتنا ففيه نقوم، لنفهم ملكوت الله أنه هو بنفسه إذ فيه نملك.]

    1 حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس
    2 و كان خمس منهن حكيمات و خمس جاهلات
    3 اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن و لم ياخذن معهن زيتا
    4 و اما الحكيمات فاخذن زيتا في انيتهن مع مصابيحهن
    5 و فيما ابطا العريس نعسن جميعهن و نمن
    6 ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه
    7 فقامت جميع اولئك العذارى و اصلحن مصابيحهن
    8 فقالت الجاهلات للحكيمات اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ
    9 فاجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا و لكن بل اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن
    10 و فيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس و المستعدات دخلن معه الى العرس و اغلق الباب
    11 اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا
    12 فاجاب و قال الحق اقول لكن اني ما اعرفكن
    13 فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان
    14 و كانما انسان مسافر دعا عبيده و سلمهم امواله
    15 فاعطى واحدا خمس وزنات و اخر وزنتين و اخر وزنة كل واحد على قدر طاقته و سافر للوقت
    16 فمضى الذي اخذ الخمس وزنات و تاجر بها فربح خمس وزنات اخر
    17 و هكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين
    18 و اما الذي اخذ الوزنة فمضى و حفر في الارض و اخفى فضة سيده
    19 و بعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد و حاسبهم
    20 فجاء الذي اخذ الخمس وزنات و قدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها
    21 فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك
    22 ثم جاء الذي اخذ الوزنتين و قال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما
    23 قال له سيده نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك
    24 ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة و قال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع و تجمع من حيث لم تبذر
    25 فخفت و مضيت و اخفيت وزنتك في الارض هوذا الذي لك
    26 فاجاب سيده و قال له ايها العبد الشرير و الكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع و اجمع من حيث لم ابذر
    27 فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا
    28 فخذوا منه الوزنة و اعطوها للذي له العشر وزنات
    29 لان كل من له يعطى فيزداد و من ليس له فالذي عنده يؤخذ منه
    30 و العبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
    31 و متى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده
    32 و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء
    33 فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار
    34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم
    35 لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني
    36 عريانا فكسوتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي
    37 فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك
    38 و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك
    39 و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك
    40 فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم
    41 ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته
    42 لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني
    43 كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني
    44 حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا و لم نخدمك
    45 فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا
    46 فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي و الابرار الى حياة ابدية

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:35 am